الصفقة تطوي 20 عامًا من ألم موسى دودين

بعد 20 عاما من الاعتقال
الصفقة تطوي 20 عامًا من ألم "موسى دودين"

"والله أنا متفائل مئة بالمئة بالإفراج عن ابني موسى".. بتلك الكلمات بدأ المسن محمد سالم دودين من قرية العلقة جنوب محافظة الخليل حديثه عن آماله الكبيرة باقتراب تحرر نجله موسى المعتقل في سجون الاحتلال منذ ما يقارب 20 سنة، ويقضي حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة.

وبدت على وجه الحاج دودين علامات الفرح بعدما سرت الأنباء عن التوصل لصفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وحكومة الاحتلال، وأشار أنه لم يغمض له جفن وهو يتابع أخبار الصفقة وتداعياتها، علّها تصله الأخبار بتأكيد أنباء الإفراج عن نجله الأسير.

ويرى الحاج أن هذه الصفقة جددت الدماء في عروقه وهو ينتظر منذ ما يقارب 20 عاما تحرر نجله الذي قاسى العزل والتعذيب والتضييق داخل سجون الاحتلال،.

ولفت إلى أن المعاناة التي تجرعها عبر سنوات طوال أضفت الدمار والهلاك والتلف على جسده قبل أن يقضي على زوجته التي تورمت قداماها في زياراتها المتكررة لأبنائها المعتقلين في سجون الاحتلال.

وما يزال يرزح تحت نير الاعتقال الأسير موسى وشقيقه عايد الذي قضى ما يزيد عن 14 عاما متقطعة في سجون الاحتلال، لم يخرج فيها سوى 6 شهور، بينما تناوب الاحتلال على اعتقال كافة أبناء الحاج دودين والحكم عليهم بالسجن لسنوات.

ختام للمعاناة

ويضيف دودين قائلا "إن شاء الله هذه الصفقة بدها تريحنا ويروح موسى وتتوقف معاناتنا"، ويتابع "تعجز الجرائد والكتب عن تلخيص معاناتي

الطويلة مع الاحتلال وما تجرعته مع زوجتي المتوفاة منذ شهور، ونحن متنقلون من سجن لآخر لزيارة أبنائي المعتقلين في سجون الاحتلال".

ولم تمنع محاولات دودين كف مشاعر فرحته بنبأ الصفقة من حبس دموعه التي بللت وجنتيه، والتي تختلط بالحزن والمعاناة التي يستذكرها لحظة بلحظة مع الاحتلال وتغييب أبنائه داخل السجون.

ويلفت إلى أن الاحتلال منعه لأعوام طويلة من زيارة نجله موسى، وسمح له مؤخرا بالزيارة بعد وفاة زوجته التي قاست المنع الأمني من الزيارة أعواما طويلة، رغم أنها كانت طاعنة بالسن.

ويُشير إلى أنه قضى ما يقارب 11 عاما وزجته محرومون من رؤية نجله موسى لمكوثه داخل العزل الإنفرادي، وبالنهاية سمح لهما بزيارته، لكن تلك الزيارة كانت أشبه بالحلم، حيث منع موسى من الزيارة بينما تمت مشاهدته من بعيد وهم يقتادونه إلى زنزانته الانفرادية.

ويتابع "نحن نستجير أن يكون نصيب موسى في الصفقة وأستريح من تعب الزيارة، لأني تعبت كثيرا وأصبح عمري 74 عاما وأمكث يومين أو أكثر في الفراش من التعب والإرهاق الذي نتجرعه في الزيارة، خاصة وأننا نبقى على أقدامنا واقفين لأكثر من 12 ساعة متواصلة".

ما أجمل الصفقة

وحول نظرته للصفقة يقول دودين: "ما أجمل هذه الصفقة وكم تحمله من بشريات، مشيرا إلى أن "إسرائيل" لا تفرج عن أحد أو تصدر عفوا عن أحد

إلا بالضغط عليها"، معربا أمنياته بالإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين وعودتهم لأبنائهم وعائلاتهم.

ورغم أمنية الحاج بعودة نجله إلى محافظة الخليل، إلا أنه يرى أن الإفراج إلى أي مكان أولوية لكل أسير ومن بينهم نجله، لشغفه برؤية نجله يتنسم الحرية خارج سجون الاحتلال بعد هذا العمر الطويل الذي قضاه.

أما فيما يخص نجله المعتقل عايد، يلفت الحاج دودين إلى أنه يشغل الآن دور الأب والجد لأبناء الأسير عايد، لافتا إلى قضائه ما يزيد عن 14 متقطعة في سجون الاحتلال، لم يخرج فيها إلا أسابيع وأيام.

ويشير إلى أنه في تلك الأعوام يقدر قضائه نحو ستة شهور متقطعة بالأيام والأسابيع بين أحضان عائلته، وأعيد اعتقاله مؤخرا بعد تحرره لشهر ونصف تقريبا، وإعادة اعتقاله والتحقيق معه والحكم عليه بالسجن الإداري لستة شهور.

ويلفت إلى أن معاناة العائلة بدأت منذ العام 1979، باعتقال نجله ياسر والحكم عليه بالسجن لستة أعوام، تلاه اعتقال نجله عايد، ليلحقه موسى وبعدها شقيقهم خالد الذي قضى أربعة أعوام.

كما تمنع سلطات الاحتلال كافة أشقاء وشقيقات موسى من زيارته، بينما أبلغت عائلته بأن والده ووالدته المتوفاة الآن أنهما فقط المسوح بزيارتهما له داخل سجون الاحتلال، ويلفت الحاج أنه أمسى وحيدا يزور نجله موسى، متأملا من الصفقة أن تكون ختاما لمعاناته المتواصلة داخل السجون.