نصر إعلامي متميز حققه القسام طوال أسر شاليط..بقلم ابراهيم المدهون

نصر إعلامي متميز حققه القسام طوال أسر شاليط

أكد الكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون أن الانجاز الفلسطيني الذي تحقق بعد خمس سنوات من عملية عض الأصابع في أعظم عملية اسر لجندي محتل في بقعة صغيرة من بقاع الأرض اسمها غزة ، سيساعد في تغيير المعادلة القائمة ويخدم الشعب اللاجئ ويقدمه خطوة للأمام نحو نيل حقوقه المشروعة .

وقال إبراهيم المدهون في مقال له "أسر شاليط: سنوات خمس من الانتصار" وصل موقع القسام نسخه منه :" أن عملية الوهم المبدد التي نفذتها المقاومة بإتقان وجرأة بحد ذاتها من إعجاز المقاومة وتُدرس كنموذج إبداعي في حرب العصابات والكمائن والمفاجآت العسكرية ".

وأضاف " لم تنتهي البطولة الفلسطينية عند التنفيذ المتقن للعملية، ولم تكتفي المقاومة بلذة اسر الجندي شاليط، وإنما انتقلت لعملية أكثر تعقيدا في المحافظة عليه حيا دون موت، وفق ظروف غاية في الصعوبة، ومكان يعتبر تحت عين وبصر وسمع الاحتلال".

الحفاظ على شاليط أعظم من أسره
وتابع المدهون قائلاً:" ظل شاليط أسيرا لسنوات وسنوات وقد أصيب الاحتلال بالذهول افقده صوابه واثبت ان غزة لا كما يتوقع وفيها واقع يحمل نواة فلسطينية قوزية".

وأشار أن الأوساط القيادة الصهيونية وصاحبة القرار في جلساتها الخاصة وثرثرتها غير المرصودة تمنت ، " لو ان شاليط لم يكن قد ولد، او انه قتل يوم الوهم المبدد، او حتى ان يموت في قذيفة صهيونية.

وأوضح أن الخبراء العسكريون يقولون إن معركة الحفاظ على شاليط أعظم من عملية أسره، فالمقاومة الفلسطينية أسرت قبل ذلك جنودا صهاينة، ولكن لم تستطع المحافظة عليهم، وتم كشفهم وملاحقة أسريهم. اليوم شاليط بقي لخمس سنوات آمنا مطمئنا هو وآسريه رغم انف الاحتلال.

نصرا إعلاميا متميزا
وأكد الكاتب الفلسطيني أن كتائب القسام حقق نصرا إعلاميا متميزا طوال اسر شاليط، فلقد شاهدنا براعة إعلامية احترافية عالية الجودة منذ اليوم الأول وحتى اللحظات الأخيرة، فلم نشاهد بيانات فارغة المضمون تمتلئ بالجعجعة الفارغة، فكانت التصريحات واضحة ومحددة ، ولم نجد اقوال منفلتة من هذا وذاك، الجميع ملتزم بمعايير دقيقة ومحددة.

وأضاف " استطاع إعلام القسام التلاعب بالجمهور الصهيوني وتشكيل ضغط نفسي مبرمج وفق خطوات ذكية وعبر أساليب ابتكاريه كان أهمها إصدار أفلام كرتونية تحمل عمق فلسفي يخدم العملية، ورسومات جدارية تحمل دلالات ورسائل، وشهدنا مع كل إصدار إعلامي حراكا سياسياً وشعبياً داخليا اتجاه قضية الأسير شاليط".

براعة التفاوض
وأشار المدهون خلال مقاله أن الفلسطينيون كما انتصروا في عملية اسر شاليط بإرساء قواعد جديدة للتفاوض والتعامل مع المحتل، فلقد قادت حركة حماس مفاوضات غير مباشرة مع المحتل طوال خمس سنوات تختلف اختلاف كليا عن المفاوضات العبثية المرفوضة.

وأردف قائلاً :" المفاوضات غير المباشرة جعلت هيبة للجانب الفلسطيني الذي ابتعد عن بريق فلاشات الكاميرات، ولم ينبهر بقوة العدو ، فوجدنا مفاوض أبي لا يقبل الجلوس وجها لوجه مع المفاوض الصهيوني ".

وأكد ان براعة التفاوض يعتبر نصرا آخرا مهما للشعب الفلسطيني، ومكسبا عظيما اعطت نموذجا أن التفاوض والتحاور مع المحتل لا يكون بالتوسل والتودد والتردد والضعف وإنما بإيمان عميق بقضيتنا، وثقة بالنفس وإصرار على المطالب حتى تحقيقها.

وقال الكاتب الفلسطيني أن ما حققته المقاومة اليوم من انتصار وانجاز كبير ومشهود، لا يخص حماس فقط ، بل انجاز فلسطيني جمعي، شارك فيه الكل الفلسطيني، ويفرح له ويتبناه الوطن من أقصاه إلى أقصاه. انه يوم تختلط فيه الأصوات والوجوه والألوان الفلسطينية. تحت فرحة واحدة وهدف واحد. أسرنا كل أسرنا لكم العهد.

وأشار اسر شاليط كلف الشعب الفلسطيني ثمن كبير حتى انتصر في النهاية منطق الثوار الأحرار، فكل فلسطيني في غزة ساهم بشكل مباشر في هذا الانتصار الذي نحتفل فيه الآن ونعد له، و حق لكل منا ان يشعر بالفخر والاعتزاز